|

مربع التوازن (الصبر والحكمه والإداره والإراده)  

الكاتب : الحدث 2022-02-03 11:10:54

بقلم / عبدالعزيز النهيّان


 ، التوازن مطلب للجميع ويسعى أكثرنا بل كلنا للحصول على ذلك التوازن في (الأفكار - المشاعر - ردود الأفعال ) حتى نصل إلى الرضى الداخلي والطمأنينة الذاتية التي تشعرنا بالإكتفاء ، وبالتالي يكون هذا الإكتفاء حاميا لنا وسدا منيعاً يقينا من مِنّة الآخرين وتجرؤهم علينا وعلى مشاعرنا .
هناك قانون أطلقت عليه (قانون مربع التوازن ) ويشتمل على أربعة أضلاع ( وكلمة ضلع تعتي العظم من عظام الصدر ) اللتي تكون بمثابة القفص الحامي للقلب والرئتين ، المشاعر والحياة ، وسأتحدث هنا عن هذا القانون ظلعاً ظلعاً لكي نحمي قلوبنا ونستطيع الحياة واستنشاق جمالياتها بصفاء وهنا نتذكر تلك المقولة الجميلة للكاتب مهدي الموسوي " سألت الله كل شيء لأستمتع بالحياة ولكن الله وهبني الحياة لأستمتع بكل شيء " 
الظلع الأول : الصبر ، صفة الأنبياء والصالحين ، من كانت صفةً له فاز وظفر بخيري الدنيا والآخرة ، لا توجد ثمرة بلا صبر ونتذكر قول العزيز الحكيم ( وبشر الصابرين ) ومن أبياتي في الصبر :
واصبر على بلواك والصبر لو طال 
      لابد  ما  تقطف  حياتك   ثمرها 
وكذلك ما قال الشاعر معلا الحربي :
الصبر زين وفيه مضمون ثنتين
      تكسب جميل وتاخذ الحق وافي
فالحياة لا تخلو من أزمات وابتلاءات وأمنيات لم تتحقق فمن صبر نال وظفر ومن استعجل خاب و خسر .
وفي الصبر نتذكر القاعدة المهمة التي ذكرها مؤسس فن الأيكيدو الياباني (موريهه أويشيبا ) عند التعامل مع الأزمات وأي أزمةٍ أكبر وأعظم من إنسان عدواني يريد النيل منك سواء عدوانيةً مباشرة بالتعدي باللسان أو باليد ، أو عدوانيةً غير مباشرةً كالسخرية والاستهزاء والتجاهل والنسيان العمد لطلباتك واحتياجاتك وكذلك دس السم في العسل وما أكثرهم بيننا !!!
فيقول عليك أن تبتسم ! في وجه المعتدي ، والابتسامة هنا ليست لأجله بل لأجلك أنت حتى تغلق منافذ الشيطان ومنافذ الغضب وتستطيع التحكم بمهارة الصبر من خلال الابتسامة وهدوء الأعصاب وانتظام نبضات القلب وتدفق الدم بشكل منتظم ،وهذا يدفعك غالبا لحسن اختيار ردة الفعل وحسن التصرف ويمنحك نظرة بنوراميةً للواقع تمكنك من إدارته بنجاح .
ثم يقول إسأل نفسك سؤالين مهمين :
س١- هل أنت مضطر لمواجهة هذا الموقف أو هذه الأزمة أو هذا العدواني ؟
س٢- هل هذا الإضطرار (إن وجد ) يضيف لك شيئاً في حياتك ؟
الظلع الثاني :الحكمه ، والحكمة تتطلب إتقان فنّها وفن الحكمة هو معرفة ما يجب التغاضي عنه .
ولكي نصل لدرجة من الحكمة التي تعيننا للتوازن فهناك أمران سيجعلاننا أكثر حكمة، الكتب التي نقرؤها، والأشخاص الذين نلتقي بهم.
وقد سئل رجل عن حكيم عن أعظم شيىء تعلمه فقال : تعلمت الحكمة من الرجل الضرير، لأنه لا يضع قدمه على الأرض، إلا بعد أن يختبر الطريق بعصاه
الظلع الثالث :الإدارة ونحتاج هذا الظلع المهم الذي هو بمثابة المحرك الأساسي للصبر وللحكمة،فالإدارة كما يعلم الجميع هي عملية تحقيق الأهداف المرسومة بالاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وفق منهج مُحدّد، وضمن بيئة معينة.
والإدارة تتطلب فكرا سليما غير مشوش ولا يعيق عملية الوصول الأمثل للنتائج المرجو تحقيقها من خلال الصبر والحكمة، وحتى نصل للإدارة الحقيقية يجب الحذر من معوقات التفكير السليم وهي على سبيل المثال لا الحصر ( الغضب - الجوع -الإرهاق البدني والذهني - المسكرات والمخدرات - اتباع الهوى -تقليد الأعمى ......) ولا يتأتى ذلك إلا بامتلاك كنترول ضبط النفس من خلال الإدارة .
الظلع الرابع : الإرادة ، فعند محاولة التغيير سواءً من السيء إلى الأفضل أو من الجيد إلى الأجود نحتاج إلى ركيزتين أساسيتين وهما ( الرغبة الداخلية للتغيير ) و( القدرة والإرادة على تحمل تبعات التغيير ) فالرغبة نابعة من الصبر والحكمة والقناعة التامة دون تقليد وتأثير من أطراف أخرى ، والقدرة والإرادة على تحمل التبعات لأنه كما تعلمون أن لكل تغيير تبعات وضرائب ويجب الاستعداد لها بالصبر والحكمة والإدارة والإرادة
كتب عيسى بن علي إلى المنصور لما همّ بقتل أبي مسلم: 
إذا كنت ذا رأي فكن ذا تدبّر ..فإن فساد الرأي أن تتعجلا
فأجابه المنصور: 
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ..فإن فساد الرأي أن تترددا
ولا تمهل الأعداء يوما بقدرة …وبادرهم أن يملكوا مثلها غدا .